تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى بيانات الوظائف غير الزراعية. فهل من الممكن أن تُزعزع بيانات الوظائف المفاجئة استقرار الأسهم، وتُؤثر على الدولار الأمريكي، وتُغير مسار الاحتياطي الفيدرالي لعام ٢٠٢٥؟
يقترب الأسبوع الأول من أغسطس، ومعه توتر مألوف في قاعات التداول حول العالم. من المقرر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية، المعروف بتأثيره المفاجئ على تقلبات السوق، في الأول من أغسطس، ويستعد المستثمرون لتداعياته. بعد سلسلة من إغلاقات وول ستريت القياسية، ووسط تضخم عالمي معقد، هل تكون بيانات الوظائف لهذا الشهر بمثابة الشرارة التي تُنهي هدوء الصيف؟
في أول جمعة من كل أسبوع، يُرصد سوق العمل الأمريكي باهتمام بالغ مع صدور تقرير الوظائف غير الزراعية. هذا الرقم، إلى جانب نمو الأجور ومعدل البطالة، قادر على تغيير معنويات المستثمرين في أسواق الأسهم والسندات والعملات في لحظة. ومع ترقب الخطوة التالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتصاعد الحديث عن الركود، قد يكون لتقرير أغسطس/آب أثر بالغ.
يُظهر أحدث تقرير أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 147 ألف وظيفة في يونيو، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 110 آلاف وظيفة. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%، مما يشير إلى قوة سوق العمل، وإن كانت متباطئة. وفي أواخر يوليو، انخفضت طلبات إعانة البطالة إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر عند 217 ألف طلب، مما يعزز الانطباع بوجود مرونة أساسية رغم تقلبات البيانات في أماكن أخرى.
شهدت الأسواق موجة من التفاؤل، لكن الإشارات الأخيرة كانت مختلطة:
ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة في يوليو/تموز، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.6% الأسبوع الماضي، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 1.5%.
ارتفعت عوائد السندات مع قيام المتداولين بتحوط رهاناتهم على المزيد من التيسير من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
انحرف الدولار الأميركي إلى الجانب ، وأصبح حساساً لأي همسة جديدة حول أسعار الفائدة والتضخم.
ما الذي دفع المستثمرين إلى الانتباه؟ إلى جانب أرقام الرواتب القوية، يتعثر نشاط التصنيع، وتُظهر بعض القطاعات علامات تباطؤ في نمو الأجور. قد يُؤدي تقريرٌ أقل من التوقعات إلى إعادة تموضعٍ حادٍّ في الأصول الخطرة والدولار الأمريكي.
يتوقع الاقتصاديون أن تُظهر بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو زيادةً تتراوح بين 108 آلاف و115 ألف وظيفة، بانخفاض عن يونيو، لكنها لا تزال إيجابية. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة عند 4.1%. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط الأجر في الساعة بنحو 3.6% على أساس سنوي، وهي إشارةٌ إيجابيةٌ إلى أن تضخم الأجور آخذٌ في الانحسار ببطء.
ولكن المفاجآت تحدث، ويمكن أن تتضاعف أهميتها أثناء نقاط التحول في السياسة:
نبض قوي (>140 ألف وظيفة): قد يؤدي إلى إحياء الدولار والضغط على مؤشرات الأسهم، مما يدفع إلى الحديث عن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
إن عدم تحقيق هذا الهدف (أقل من 100 ألف وظيفة أو ارتفاع معدلات البطالة): من شأنه أن يعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول، مما قد يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسهم، والإضرار بالدولار، ودفع الطلب على الذهب والسندات.
يأتي إصدار الوظائف هذا بالتزامن مع تقويم بيانات كثيف، مما يعزز أي تحركات في السوق:
مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM (1 أغسطس):
انخفضت قراءة يوليو إلى 46.8، وهي سلسلة انكماش استمرت أربعة أشهر، مما يُبرز ثغرات محتملة في رواية التوسع. ويتطلع المستثمرون إلى معرفة ما إذا كان أغسطس سيجلب الاستقرار أم مزيدًا من الضعف.
التضخم في منطقة اليورو (فلاش يوليو):
ارتفع معدل التضخم إلى 2.6% على أساس سنوي الشهر الماضي. وقد تُغير أي مفاجأة إيجابية أخرى رهانات البنك المركزي الأوروبي على السياسات، وتؤثر على أسواق العملات.
مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصيني Caixin:
انخفض مؤشر يوليو إلى ما دون مستوى التوسع عند 49.8، في إشارة واضحة إلى ضعف الطلب العالمي. ومن شأن المزيد من التراجع أن يعزز التوجه نحو تجنب المخاطرة عالميًا.
مع وجود العديد من الأجزاء المتحركة، فإن رواتب القطاع غير الزراعي تشكل محور الاهتمام - ولكنها لن تعمل بمفردها في توجيه الأسواق.
إنه توازن دقيق. لا تزال الأسهم متماسكة عند مستويات قياسية، لكن شروخ سيناريو الهبوط الهادئ بدأت تظهر. إذا جاءت بيانات الوظائف إيجابية بشكل مفاجئ، فقد ترتفع عوائد السندات مع تراجع المتداولين عن رهاناتهم على تيسير الاحتياطي الفيدرالي. في المقابل، قد تكون الأرقام الضعيفة هي الدافع الذي يحتاجه المتفائلون لدفع الأصول الخطرة إلى الارتفاع - مؤقتًا على الأقل - إذا اعتقدوا أن الاحتياطي الفيدرالي سيتدخل قريبًا.
مصير الدولار معلقٌ في الميزان. ومن المرجح أن يؤدي صدور بيانات وظائف قوية إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، مع تجدد آمال رفع أسعار الفائدة. لكن خيبة الأمل قد تؤدي إلى تراجع قيمة الدولار، مما يعزز الذهب، وربما يمنح عملات الأسواق الناشئة بعض الفسحة.
قد يكون تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس نقطة تحول في مسيرة الصعود لهذا الموسم. فهل ستعزز البيانات الثقة في "هبوط اقتصادي تدريجي"، أم أن ضعف البيانات سيُثير المخاوف من تباطؤ اقتصادي، أو حتى ركود اقتصادي؟ ينبغي على المتداولين إعداد خطط إدارة المخاطر الخاصة بهم، فعندما ينخفض عدد الوظائف الأكثر متابعةً في العالم، لا يتأخر التقلب.
إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.
يقوم تقرير EBC بتحليل كيف أن الطباعة الاقتصادية الأقوى، وإعادة معايرة السياسة، ومخاطر التجارة الأمريكية غير المحلولة تعمل على إعادة تعريف التوقعات للأصول الكورية.
2025-07-28تحلل مجموعة EBC المالية عملية الموازنة الصعبة التي تواجهها جنوب شرق آسيا مع تكثيف التهديدات الجمركية الأمريكية وتضييق الخيارات الاستراتيجية.
2025-07-28ارتفع اليورو يوم الاثنين بعد أن أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن اتفاق تجاري، وهو الأحدث في سلسلة من الخطوات لمنع حرب تجارية عالمية.
2025-07-28