توقعات مؤشر S&P 500 لعام 2025: هل سيستمر سوق الثيران؟

اعتبارًا من منتصف مايو 2025، أثبت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرونةً ملحوظة، متجاوزًا العديد من التوقعات في ظل حالة عدم اليقين العالمية. وقد تعافى المؤشر بشكل ملحوظ من التقلبات التي شهدها في النصف الثاني من عام 2024، محققًا مكاسب تجاوزت 5% في الأسبوع الماضي فقط، ومُظهرًا زيادةً تُقارب 11.2% منذ بداية العام حتى تاريخه.

وقد جاءت هذه القوة المتجددة في مؤشر القياس من الأرباح القوية التي حققتها شركات كبرى مثل أبل ومايكروسوفت وألفابت في الربع الأول، إلى جانب تحسن معنويات المستثمرين مع إظهار التضخم علامات على استمرار الاعتدال.

لذلك، أعاد هذا الأداء إثارة النقاشات حول استمرارية سوق الأسهم الصاعدة. ولكن، ما رأي الخبراء في توقعاتهم المُحسّنة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 لعام 2025؟

نظرة عامة حالية على مؤشر S&P 500

كما ذُكر سابقًا، نتج الارتفاع الأخير لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن أرباح قوية للشركات. فقد أعلنت حوالي 92% من شركات ستاندرد آند بورز 500 عن أرباحها، حيث تجاوزت 78% منها توقعات ربحية السهم. ويبلغ نمو الأرباح المتوقعة 13.6% لهذا الربع. ومع ذلك، ارتفع مضاعف السعر إلى الربحية المتوقع إلى 21.5، متجاوزًا متوسطه لخمس سنوات، مما يشير إلى احتمال المبالغة في تقييم الأسهم.

رغم هذه المخاوف، لا يزال تفاؤل السوق قائمًا، مع عدم توقع أي ركود. كما ساهم تراجع التوترات التجارية والأرباح القوية في تعزيز هذه التوقعات الإيجابية.

العوامل المؤثرة على السوق

هناك العديد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على مسار مؤشر S&P 500:

• نمو الأرباح : يتوقع المحللون أن يتسارع نمو أرباح السهم الواحد (EPS) لمؤشر S&P 500 إلى 14% على أساس سنوي في عام 2025.

• المخاوف بشأن التقييم : إن نسبة السعر إلى الربحية على مدى 12 شهراً المقبلة تبلغ 20.2، وهي أعلى من المتوسط على مدى خمس سنوات وهو 19.9 ومتوسط عشر سنوات وهو 18.3، مما يشير إلى أن الأسهم قد تكون مبالغاً في قيمتها.

• المؤشرات الاقتصادية : على الرغم من تدهور المشاعر الاقتصادية، ترسم البيانات صورة أكثر تفاؤلاً، مع انخفاض مطالبات البطالة والأجور التي تفوق التضخم.

• السياسات التجارية : أدى التخفيف الأخير للتوترات التجارية في عهد الرئيس ترامب إلى تقليل مخاوف الركود، مما ساهم في تفاؤل السوق.

توقعات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لعام 2025: رؤى الخبراء

قدم المحللون توقعات متنوعة لأداء مؤشر S&P 500 بحلول نهاية عام 2025:

• أبقى بنك ويلز فارجو للأوراق المالية على هدف صعودي عند 7,007، مشيرًا إلى أساسيات اقتصادية مرنة وخفض أسعار الفائدة المتوقع من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

• ويشير بنك أوف أميركا إلى أن الأسهم الأميركية قد ترتفع بنسبة 17% خلال العام المقبل، بشرط عدم حدوث ركود.

• وتتوقع شركة جولدمان ساكس أن يرتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 6500 نقطة بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يمثل زيادة في الأسعار بنسبة 9% عن مستواه الحالي.

ومع ذلك، قامت بعض الشركات بمراجعة توقعاتها نحو الانخفاض بسبب المخاطر الناشئة:

• خفضت شركة أوبنهايمر توقعاتها لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 2025 من 7100 إلى 5950.

• خفضت شركة يارديني للأبحاث هدفها من 7000 إلى 6000.

• كما قامت جولدمان ساكس بتعديل تقديراتها من 6500 إلى 5700.

مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مقابل الذهب في عام 2025

بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بثبات في عام 2025، ظلت أسعار الذهب راكدة نسبيًا. بعد أن بلغ الذهب مستويات قياسية تجاوزت 2400 دولار للأوقية في مارس 2025 وسط مخاوف جيوسياسية وعمليات شراء من البنوك المركزية، تراجع منذ ذلك الحين إلى نطاق 2290-2320 دولارًا.

كان الزخم الذي حققه الذهب في وقت سابق مدفوعًا بما يلي:

• وتعمل البنوك المركزية (وخاصة في الصين والهند) على زيادة احتياطياتها من الذهب.

• مخاوف في السوق بشأن احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة وانخفاض قيمة الدولار.

• استمرار الصراع في الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا الشرقية.

مع ذلك، ومع تراجع احتمالات حدوث ركود اقتصادي حاد في الولايات المتحدة وقوة البيانات الاقتصادية، عادت شهية المخاطرة، مما دفع رؤوس الأموال إلى الاستثمار في الأسهم. ونتيجةً لذلك، بدأ أداء الذهب يتراجع مقارنةً بالأصول عالية المخاطر مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

• أداء الذهب حتى الآن في مايو 2025: ما يقرب من +6.8%

• أداء مؤشر S&P 500 حتى الآن في مايو 2025: ما يقرب من +11.2%

يُفضّل المستثمرون الساعون إلى زيادة رأس مالهم الأسهم على الذهب، كأصل دفاعي يُخزّن القيمة. ومع ذلك، لا يزال بعض المستثمرين طويلي الأجل يُخصّصون جزءًا من محافظهم للاستثمار في الذهب كتحوّط ضدّ التضخم والمخاطر النظامية.

مؤشر S&P 500 مقابل صناديق المؤشرات الرئيسية الأخرى

دعونا نقارن أداء مؤشر S&P 500 في عام 2025 مع أداء صناديق المؤشرات الرئيسية الأخرى في الولايات المتحدة والعالم:

ناسداك 100 (NDX)

تفوق مؤشر ناسداك 100 على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 2025، مسجلاً عائدًا بنسبة تقارب 13.9% منذ بداية العام حتى تاريخه، وذلك بفضل انتعاش أسهم التكنولوجيا الكبرى. ومع تزايد توقعات خفض أسعار الفائدة، اتجهت رؤوس الأموال بكثافة نحو أسهم النمو والابتكار.

ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن المؤشرات التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا مثل ناسداك قد تواجه تدقيقًا تنظيميًا متزايدًا وتقلبات خاصة بالقطاع في النصف الثاني من عام 2025، وخاصة إذا أظهرت أسهم الذكاء الاصطناعي علامات على الإفراط في المضاربة.

مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA)

تأخر مؤشر داو جونز عن مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، مسجلاً عائدًا سنويًا بلغ حوالي +6.3%. وباعتباره مؤشرًا يركز على القيمة، لم يستفد مؤشر داو جونز من تجدد الاهتمام بأسهم النمو، ويواجه تحديات هيكلية بسبب تركيبته المرجحة بالسعر.

راسل 2000 (مؤشر الشركات الصغيرة)

شهدت أسهم الشركات الصغيرة المدرجة في مؤشر راسل 2000 انتعاشًا معتدلًا في عام 2025، مسجلةً مكاسب بلغت 8.1% منذ بداية العام. مع ذلك، فإن المخاوف بشأن إمكانية الحصول على الائتمان والربحية في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة حدّت من الحماس تجاه الشركات الصغيرة، خاصةً بالمقارنة مع شركات التكنولوجيا الكبرى.

خاتمة

في الختام، يعكس الزخم الحالي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 2025 تفاؤلاً بشأن صحة الشركات والسياسة النقدية والاقتصاد عموماً. وبالمقارنة مع الذهب والمؤشرات الرئيسية الأخرى، يظل مؤشر ستاندرد آند بورز خياراً متوازناً للمستثمرين على المدى الطويل، إذ يوفر مزيجاً من النمو والاستقرار.

مع ذلك، ينبغي على المستثمرين توخي الحذر بشأن مخاطر التقييم والتطورات الجيوسياسية. فبينما أظهر السوق الصاعد مرونة، فإن عوامل معاكسة محتملة، مثل المبالغة في تقييم الأسهم وعدم اليقين الاقتصادي، قد تُغير مسار الاستثمارات بسرعة في النصف الثاني من عام 2025.

إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.